هل جهود GamCare كافية للحد من إدمان القمار؟
أجرت GamCare مُؤخرًا استطلاع رأي بين البريطانيين حول مدى فاعلية جهودها في الحد من مشكلة إدمان القمار، كما تناول الاستطلاع أيضًا آراء المُجتمع في حظر رعاية مُشغلي القمار لأندية الدوري الإنجليزي المُمتاز.
خلال شهر ديسمبر 2020، أعلنت الحكومة البريطانية عن إجراء مُراجعة لقانون العاب القمار الصادر عام 2005 وذلك بهدف إجراء إصلاحات عليه بما يتناسب مع متغيرات العصر. لذلك فإن GamCare قررت إجراء دراسة استقصائية اشتملت على 343 شخصًا من لاعبي القمار أو الذين يعرفون صديق أو زوج أو قريب يلعب القمار.
تناول هذا الاستطلاع آراء المُشاركين حول سُبُل دعم جهود اللجنة للحد من مشكلة إدمان القمار بين البريطانيين. وجدت الدراسة أن 80% من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة يرون أن جهود الهيئة يُمكن أن تكون أكثر فاعلية إذا تم حظر رعاية مشغلي القمار للأحداث الرياضية بصفة عامة، فيما يرى 83% من الأشخاص أنه يجب حظر رعاية شركات المُقامرة لقمصان فرق كرة القدم بشكلٍ خاص.
الجمهور يطالب GamCare بفرض المزيد قيود على كازينوهات الإنترنت
في سياق متصل فإن 72% من الأشخاص الذين شاركوا في البحث يعتقدون أنه يجب وضع قيود تلقائية على عمليات الإيداع والوقت الذي ينفقه اللاعب في الكازينو، ويعتقد 80% من الأشخاص أن القيود الموجودة حاليًا ليست فعَّالة بشكلٍ كافٍ! فيما يُريد 90% من المشاركين أنه يجب أن يتم بذل المزيد من الجهد لتوعية اللاعبين عبر الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي أيضًا
يعتقد 88% من المشاركين بأن GamCare لا تُقدم ما يكفي من العمل للحد من مشكلة إدمان القمار. فيما يعتقد 90% أن اللجنة يجب عليها بذل المزيد من الجهد واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من مشكلة إدمان القمار بين المُراهقين والأطفال. فيما يعتقد 83% أن اللجنة عليها أن تُقدم المزيد من وسائل الدعم والحماية للاعبين في سن 18 وحتى 25 عامًا.
بجانب كل ما سبق، فإن نتائج الاستطلاع كشفت عن رغبة المُجتمع في فرض المزيد من القيود على كازينوهات الإنترنت ومواقع المراهنات الرياضية. حيث أن 84% من المشاركين يعتقدون أنه يجب وضع حد أقصى للرهان على كل دورة وهناك 65% من هذه النسبة ترى أن الحد الأقصى للرهان على الجولة الواحدة يجب أن يكون 5 دولار فقط. بالإضافة إلى ذلك، فإن 82% من المشاركين أعربوا عن دعمهم لحظر برامج اللاعبين الكبار لأن الهدف الوحيد منها هو دفع اللاعبين لإيداع مبالغ أكبر دون تقديم أي فائدة حقيقية مُقابل ذلك!
GamCare : الشباب هم الأكثر عرضة لإدمان القمار!
وفي تصريح لصحيفة الجارديان فإن الرئيسة التنفيذية لهيئة GamCare ، آنا هيمنجز، قالت: “خلال فترة انتشار كورونا وما تبعها من إجراءات احترازية وقيود عامة فإن عوامل الخطر قد ارتفعت بشكلٍ ملحوظ، وذلك نتيجة لأن الكثير من الأشخاص وجدوا أن لا طريقة للحصول على المتعة والترفيه سوى المُقامرة عبر الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي أو الكمبيوتر. على الرغم من أن أغلب المُشاركين في استطلاع الرأي قد اشاروا إلى أن هناك مخاطر على مشاركة اللاعبين المُراهقين والأطفال، إلا أن أغلب المكالمات وطلبات التسجيل التي تردنا تأتي من شباب أقل من 35 عامًا؛ أي أن هذه الفئة الأكثر استعدادًا لإدمان القمار، وبشكلٍ عام فإننا نُشجع أي شخص يطلب منا المساعدة”.
أضافت قائلة: “لقد كان من المُقرر مراجعة قانون المُقامرة عبر الإنترنت الصادر عام 2005 منذ مُدة طويلة، وعلى الرغم من تأخر مراجعته إلا أنه جاء في الوقت المناسب تمامًا! حيث أننا الآن نُحاول تخطي مشكلة فيروس كورونا وحالة الإغلاق العام في المملكة المتحدة، وبالتالي فإن الأشخاص الذين يرغبون في تلقي المساعدة حول مشكلة إدمان القمار يزدادون بشكلٍ مُقلق! من جانبنا فإننا نعمل مع شركائنا من المشغلين على تعريف اللاعبين المعرضين لإدمان القمار بدورنا في تقديم الدعم بشكلٍ سري وآمن تمامًا”.
دراسة جديدة من GHA
قبل هذا الاستطلاع كان قد تم دراسة سابقة بواسطة Gambling Health Alliance (GHA)، كشفت هذه الدراسة أن الأشخاص في المملكة المتحدة يرون أنه من اللازم تشديد القيود المفروضة على المشغلين لضمان توفير بيئة مُقامرة صحيّة للاعبين؛ أظهرت الدراسة أن أغلب الأشخاص يرون أن الحد الأقصى للمرهنة على الألعاب يجب ألا يزيد عن 2 دولار فقط، ويجب أن يتم إلغاء برامج اللاعبين الكبار، وأن يتم فرض ضرائب إضافية على المُشغلين للحدَّ من عددهم وتمويل الأنشطة الخيرية الهادفة إلى القضاء على مشكلة إدمان القمار، وفرض المزيد من القيود للتأكد من عدم وصول اللاعبين تحت السن القانونية (18 عامًا) من الوصول إلى العاب القمار.
وبالفعل فإن الحكومة البريطانية تدرس هذه الإجراءات وفي الوقت الحالي فهي تُناقش مع أندية الدوري الإنجليزي المُمتاز قرار حظر رعاية مشغلي العاب القمار لأندية الدوري الإنجليزي المُمتاز.
أندية الدوري الإنجليزي تبحث إلغاء رعاية مشغلي المراهنات
فقد أصدرت Sky News تقريرًا جديدًا ورد فيه ان أندية الدوري الإنجليزي المُمتاز قد اجتمعت لمناقشة مسألة رعاية مشغلي القمار لهم، وحينما يتوصلون إلى نتيجة سوف يجتمعون مع مُمثلي لجنة العاب القمار في المملكة المتحدة لمناقشة هذه القضية.
تأتي هذه الخطوة بعد أن أيدت كارولين هاريس، رئيسة لجنة سياسات المُقامرة في البرلمان، اقتراحًا يُقر بحظر رعاية القمصان لمشغلي القمار البريطانيين بحلول عام 2023.
صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة (DCMS) لشبكة سكاي سبورتس نيوز: “في الوقت الحالي فإننا نراجع كافة القوانين المُتعلقة بالمُقامرة لكي نتأكد من أنها تتناسب مع العصر الرقمي الحديث، ونحن عازمون على حل مشكلة إدمان القمار من جذورها، ونعتقد أن جميع دول العالم تنظر إلينا وسوف تتبنى النتائج التي سنصل عليها لحماية مواطنيها من مخاطر إدمان القمار”.
على صعيدٍ آخر فإن ريك باري رئيس الدوري الإنجليزي المُمتاز لكرة القدم (EFL)قد حذر من هذه الخطوة مُعتبرًا إياها “كارثة” على أندية كرة القدم، خاصة أندية الدرجة الثانية والثالثة التي قلما تحوذ على عقود رعاية أو دعاية، كما أن مواردها المالية محدودة جدًا وقد ازدادت هذه المشكلة تعقدًا بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد وتوقف النشاط الرياضي.
في حوار مع صحيفة Financial Timesفإن باري أوضح بأن رابطة الدوري الإنجليزي ستدرس قانون المقامرة الصادر عام 2005 وستُقدم تعليقاتها وآرائها حوله بما يخدم مصالحها ولا يضر بالللاعبين المُعرضين لإدمان القمار.
خلال هذه المُقابلة فإنه أوضح موقفة قائلًا: “لا يوجد أي دليل علمي حقيقي يُشير إلى أن منع الرعاية سوف يُؤدي إلى تقليل إدمان القمار، دعنا نواجه الأمر؛ كل الرياضات في المملكة المتحدة قامت في الأساس على المُراهنة مثل كرة القدم وسباق الخيل والكريكيت. قبل الدعاية والإعلان كانت المراهنات هي مصدر الدخل الرئيسي لهذه الرياضات”. بالإضافة إلى ذلك فإن باري قد حذر أيضًا من “كارثية” هذا القرار على أندية كرة القدم الصغيرة التي لا تمتلك مصادر دخل كافية لدفع رواتب اللاعبين والمدربين واكتشاف المزيد من المواهب.
هل يُمكن للمملكة المتحدة الاعتماد على هذه الدراسات في سن القونين؟
في سياق متصل، هناك دراسة جديدة أجرتها منظمة (Action Against Gambling Harms) استنتجت هذه الدراسة أن الأبحاث العلمية المرتبطة بإدمان القمار في المملكة المتحدة قليلة جدًا مُقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا وخاصة في الجوانب التالية:
- التكلفة المالية لإدمان القمار على الفرد والأسرة والمُجتمع.
- العاب القمار بين النساء.
- المُقامرة بين المراهقين والأطفال.
وبالتالي فإن الحكومة البريطانية ولجنة العاب القمار في المملكة المتحدة عليهما أن يمنحا المزيد من الوقت للجهات الخيرية والمؤسسات العلمية بإجراء هذه الدراسات للوصول إلى فهم أعمق حول مشكلة إدمان القمار واتخاذ قرارات حكيمة على هذا الأساس.