Menu

هل لعبة الروليت عشوائية بالفعل؟ التقرير السري الذي لا تريدك الكازينوهات أن تقرأه

 الروليت هي لعبة كازينو شهيرة جدًا في دول العالم العربي والشرق الأوسط منذ زمن بعيد. ويمكن اعتبار الروليت بأنها لعبة حظ، بحيث يراهن فيها اللاعبون على الرقم الذي يعتقدون أن الكرة ستهبط عليه كلما دارت العجلة وهم يراقبون حافة الروليت. رغم ذلك، يستهوي العديد من اللاعبين فهم المزيد من أسرار الروليت، هذا فعلا هو هدف هذا المقال. ستجد هنا خلاصات خرجت بها دراسة تقض مضجع ملاك الكازينوهات، وهو تقرير أخرجته لجنة المراهنة والألعاب لعام 2005.  

  ما مدى عشوائية لعبة الروليت؟

 استمتع الناس بلعبة الروليت، وهي لعبة كازينو منذ قرون خلت حتى أنها ترسخت في مخيلة الأجيال السابقة بسبب ظهورها في أفلام السينما. في حقيقة الأمر، تبقى اللعبة لعبة حظ رغم كل المهارة التي يدعيها من يرتادون الكازينوهات. من حيث المبدأ، يتم إسقاط الكرة على عجلة دوارة ذات فتحات مرقمة ومقسمة إلى 37 أو 38 قسمًا، ويتوجب على اللاَّعب أن يراهن على الفتحة التي ستهبط فيها الكرة. 

 مهما بلغت مهارتك كلاعب، تبرز حقيقة أن العجلة ليست متوازنة تمامًا، لذا فمن المرجح أن تهبط الكرة في فتحات معينة أكثر من غيرها. على هذا النحو، يمكن اعتبار اللعبة عشوائية تعتمد على الحظ، إذ تهبط الكرة في النهاية في أحد هذه الأقسام ويفوز اللاعب الذي راهن على الرقم الصحيح. 

لأول وهلة، تبدو اللعبة بديهية حتى للمبتدئين، لكن الفضول يدفع العديد من الناس للتساؤل: هل لعبة الروليت عشوائية بالفعل؟ 

 في الوقت الحالي، يكاد جميع المهتمين بالكازينو يجمعون أن الأرقام ليست عشوائية على الإطلاق. والاتجاه السائد هو أن الكازينو أو المنزل تكون له دائمًا ميزة، بحيث يعرف الأرقام التي من الممكن أن تكون رابحة. يقصد بأن للكازينو ميزة أنه يقوم عن قصد بترتيب الأرقام على العجلة بحيث تزيد احتمالية استقرار الكرة في أرقام معينة، وتقل احتمالية استقرارها في فتحات أخرى من العجلة. بصيغة أخرى، يمكن القول أن الكازينو يستخدم هذه الميزة لكسب المزيد من المال. في نفس الوقت، تبرز نظرية أخرى تسمى بنظرية انحياز العجلة لأنها غير متوازنة وبالتالي من المرجح أن تظهر أرقام معينة أكثر من غيرها.  لقد تم تفنيد هذه النظرية من قبل العديد من الخبراء الذين يستبعدون أن يكون هناك أي تحيز في عجلات الروليت الحديثة.

 خلاصة القول هو أن الجمهور يميل تماما لفكرة عشوائية عجلة الروليت، رغم أن المحترفين يعتقدون أن لعبة الروليت هي لعبة عادلة حيث يتمتع فيها الجميع بفرص متساوية في الفوز أو الخسارة.

 مشكلة الروليت

 في 24 فبراير 2005، أصدرت لجنة المراهنة والألعاب تقريرا حول اختبار عجلة الروليت من طرف العديد من الباحثين، لعل أبرزهم هو مايكل بارنيت من شركة مرموقة. يدعي هؤلاء تطوير أجهزة قادرة على التنبؤ بالروليت والتي ستوفر للمستخدم إمكانية رفع حظوظه بنسبة ٪20 وبالتالي ستكون لديه ميزة على المنزل.  تبعا لذلك، يدعي مايكل بارنيت أن جهاز التنبؤ الخاص به يمكنك من الفوز مرة واحدة في كل ستة دورات عند المراهنة على الرقم المتوقع والرقمين المجانبين. بكلمات مختصرة، يتأتى لهم هذا الضبط للفتحات المحتملة التي سوف تستقر عندها الكرة، بضبط منتظم لمنطقة إسقاط الكرة، ثم ضبط ثبات القدم بحيث لا يمكن تمييز “التحيز”.

 جهاز التنبؤ هو جهاز iPAQ معدل حيث يعمل ببرنامج تنبؤ مكتوب خصيصًا. لاستقاء المعطيات، تم تعديل iPAQ للسماح بتوصيل مفتاح زر ضغط بسيط يتم استخدامه لتشغيل برنامج التنبؤ. من أجل النجاح في التنبؤ، يتم الاعتماد على وضعين: وضع لمعايرة الجهاز مقابل العجلة ووضع التشغيل العادي أيضًا بتسجيل الرقم الفعلي تم تحديده عند الانتهاء من كل دورة.

 بعد عدة اختبارات، خلص التقرير أنه من الممكن أن يحصل على ميزة عند استخدامه الجهاز في كازينو وذلك على عجلة في حالات محدودة. يمكن إذن إدارة عشوائية كرة الروليت بفضل جهاز تنبؤ من هذا النوع، لكن الأمر بعيد عن تحقيق ميزة 20٪ على معدل الدوران على مدى فترة زمنية على عجلة فيها هذه الخصائص. وبشكل متناقض، أثبتت الاختبارات التي تم القيام بها أنه يمكن أن يتنبأ الجهاز بالرقم بحيث يحدد أقصى عدد من مرات الفوز في نطاق ضيق نسبيًا من 10 فواصل. 

 نتيجة لذلك، فإن الرقم المتوقع لا يُعرَف حتى قبل وقت قصير من سقوط الكرة من الحافة، ممارسة استدعاء “الرقم بالإضافة إلى الأرقام المجاورة” حيث يضع الموزع الرهان الضروري بعد ذلك يمكن إيقافه. هذا من شأنه أن يصعب على الشخص الذي يستخدم الجهاز وضع الرهان على الرقم المتوقع والأرقام المجاورة. ويبقى السؤال كيف يمكن أن يكون هذا الجهاز عمليا بالنسبة للاَّعبين. 

تداعيات التقرير

 رغم كل التناقضات التي جاء بها هذا التقرير، إلا أنه لم يمر مرور الكرام بل كانت له تداعيات عدة على صناعة الكازينوهات. تمخض عن هذا الجدل قانون يمكن النظر إليه كقانون يحظر ألعاب الكازينو. بكلمات مختصرة، يحظر القانون الصادر في عام 2005 جميع أنواع المقامرة ما لم تتم المقامرة بموجب شروط ترخيص أو ما لم تكن ضمن الإعفاء المنصوص عليه في القانون نفسه. المقامرة تعني أي لعبة حظ، ولعبة الروليت هي من بين هذه الألعاب. حبست الكازينوهات الأنفاس لبعض الوقت، ًقبل أن طفت على السطح استثناءات في بعض الألعاب المنخفضة المستوى إذا كانت هناك “أسباب وجيهة” كما ادعى ذلك نص القانون. 

 بعد ذلك، تم حظر الترويج ولو بشكل غير مباشر. في ألعاب الحظ، يقتصر الإعلان عن خدمات الكازينو في المملكة المتحدة على مقدمي خدمات ألعاب الكازينو الموجودين في المنطقة الاقتصادية الأوروبية وجبل طارق وبعض البلدان “المدرجة في القائمة البيضاء”.

عكس التيار، لم تتأثر صناعة الكازينو بعد قانون 2005 لا بنقص في عدد اللاَّعبين أو في الإيرادات. لتأكيد ذلك،  كشف استطلاع عام 2010 وهو الأول الذي يتم إجراؤه بعد التنفيذ الكامل لقانون المقامرة 2005 عن زيادة بنسبة 2٪ في المشاركة في الكازينوهات عبر الإنترنت، في حين أنه لم يثبت تأثر حجم معاملات الكازينوهات الأرضية بهذا التقرير. 

 كيف حاولت الكازينوهات تجاوز هذا التقرير؟

 تتجه كل الكازينوهات إلى تطوير عروضها على الإنترنت، حيث تزدهر الصناعة بشكل غير مسبوق. يؤدي عدم الكشف عن الهوية الذي تقدمه الكازينوهات عبر الإنترنت على بعض اللاعبين إلى أنها توفر مستوى من المرونة للاَّعب. كما هو معلوم، فإن إخفاء الهوية على الإنترنت يمكّن لاعب الروليت العربي من الانخراط في الرهان دون القلق من انطباع محيطه عن هذا الأمر. كما يوفر راحة إضافية عند الخسارة، بحيث لن يرى أحد وجه الخاسر. باختصار، يقدم لعب الروليت عبر الإنترنت مزيدًا من التكافؤ للجميع بسبب عدم الكشف عن هويتهم، على عكس الألعاب التقليدية القائمة على الكازينو حيث يتلقى اللاعبون الأكثر خبرة والذين يراهنون بمخاطر أعلى معاملة خاصة في الكازينو. 

 رغم ذلك، تحاول مواقع الكازينو أونلاين إثبات جديتها وموثوقيتها باستصدار تراخيص وشهادات لما بات يُعرف بالمراهنة المسؤولة، لتكون في مأمن ضد كل تقرير قد يصدر من جديد.