بحث جديد يكشف سبب إدمان سلوتس
إذا ذهبت إلى أحد الكازينوهات البريطانية في الليل فسوف تجدها مليئة بالأضواء الزاهية. مُزدحمة باللاعبين من جميع الجنسيات والخلفيات والأعمار. ويبدو كل اللاعبين كأنهم لا يستطيعون مُقاومة إغراء الألعاب التي يلعبونها وهم مجذوبين لها تمامًا. كما أن هذه الكازينوهات تحتوي على مُوسيقى مُبهجة تضيف المزيد من المرح والحماسة على تجربة اللعب التي يحصلون لعبها. ومع ذلك فهناك شيء يبدو أن الجميع لا يهتمون به ألا وهو حجم الأموال التي يصرفونها على العاب ماكينات القمار وهو ما يبدو وكأنه إدمان سلوتس
إدمان سلوتس لا يتعلق بالربح فقط!
تناولت دراسة جديدة تم نشرها في شهر أبريل عام 2019 أسباب جاذبية العاب سلوتس للمُقامرين حول العالم، ومن العجيب أن هذه الأسباب لم تكن مُتعلقة بالأموال على الإطلاق! على سبيل المثال، فإن أحد أسباب جاذبية هذه الألعاب هو الجانب الاجتماعي الذي تُقدمه لهم حيث أن الجلوس على طاولة بوكر أو كرابس واستعراض المهارات أمام المنافسين هو شعور يبحث عنه جميع اللاعبين، كما أن تحقيق الفوز الأكبر على ماكينة قمار بداخل الكازينو يجعل اللاعب يشعر بلذة خاصة لا يُمكن الوصول إليها إلا من هذه اللعبة، وإذا كان هذا هو الدافع من لعب القمار فإنه لن يكون مُضرًا على الإطلاق.
أما إذا كان اللاعب يعتقد بأنه سوف يفوز بالجائزة الكبرى في يومٍ من الأيام، ويظل يُراهِن على أمل الحصول عليها فإنه سوف يتحوَّل إلى مُدمن! وذلك نظرًا لقاعدة أساسية تحكم كافة العاب القمار وهي أن الكازينو يفوز على المدى الطويل من جميع الألعاب التي يُقدمها.
فيما أن البعض الآخر لا يُركزون على الأموال ولكنهم يُركزون فقط على تحسين حالتهم المزاجية والهروب من ضغوط العمل والأسرة. هناك سبب آخر دائمًا ما يغفله الباحثون وهو أن الطريقة التي تُقدم بها الكازينوهات التقليدية وكازينوهات الإنترنت هذه الألعاب جذّابة جدًا وتجعل الناس ينسون الوقت وحجم إنفاقهم. على سبيل المثال، إذا دخلت على اي كازينو بريطاني اون لاين فإنك ستجد العاب سلوتس لها نصيب الأسد من مكتبة العاب الكازينو، ويتم تقديم هذه الألعاب في ثيمات مُختلفة ويحصل لاعبوها على مجموعة كبيرة من المكافآت في كل مناسبة تقريبًا، وبالتالي فمن الصعب على اللاعبين تجاوزها!
الرسومات والمُؤثرات الصوتية سبب آخر لإدمان سلوتس
أحدث بحث أجراه مايك جيه ديكسون استنتج أن هناك الكثير من الأشخاص المُعرضين إلى الإنجذاب بشكلٍ مفرط لألعاب ماكينات القمار وإدمان سلوتس إلى الرسومات والمُؤثرات الصوتية الجذّابة التي تحتوي عليها، ويعتقد هؤلاء الباحثون أن العاب سلوتس تُقدم ترفيهًا فوريًا وأرباحًا سريعة دون الحاجة لاستخدام المهارات الذهنية. على عكس اليانصيب الذي يحتاج إلى مدى طويلة لتحديد الفائزين، وكذلك على العكس من العاب الطاولة والبطاقات التي تتطلب القدرة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، كما أن العاب سلوتس تحتوي على موسيقى ورسوم جذّابة وعالية التقنية.
إدمان سلوتس يحدث نتيجة “التدفق السلبي”
ديكسون وباحثون آخرون وصفوا ظاهرة إدمان سلوتس بشكلٍ مُفرط بحالة “التدفق السلبي” وهي حالة تحدث نتيجة للتأثير المشترك بين الميول الاكتئابية والحالة الذهنبية المُعززة التي تحدث عند لعب سلوتس.
علاوة على ذلك، فإن نتائج العاب سلوتس مُتقلبة جدًا وغير مُتوقعة حيث يُمكن أن يُقدم رهانًا بقيمة منخفضة أرباحًا عالية جدًا والعكس صحيح أيضًا! وبالتالي فإن اللاعبين يكون لديهم حالة من الإنغماس الكامل أثناء لعب هذه الألعاب وينصب تركيزهم على شيءٍ واحد فقط ألا وهو الوصول إلى النمط الفائز! تحدث مثل هذه الحالة عند مشاهدة المباريات الرياضية أيضًا حيث يستغرق المشجعون في المشاهدة إلى درجة يمر فيها الوقت دون إدراكهم وهي ذروة المتعة بالنسبة لهم.
وعلى الرغم من أن حالة الإنغماس تحدث بشكلٍ طبيعي في الكثير من الأنشطة اليومية، إلا أن الإنغماس في العاب سلوتس قد يُؤدي في أغلب الأحيان إلى نتائج غير جيدة خاصةً فيما يتعلق بإهدار الوقت والمال. وكما سبق وأشرنا فقد تكون العاب سلوتس بالنسبة للكثير من اللاعبين مهربًا من الاكتئاب وضغوط الحياة اليومية.
في نهاية الدراسة اقترح الباحثون بعض الوسائل البديلة للحصول على نفس المستوى من المتعة دون التعرض لمشاكل. على سبيل المثال، يُمكن للاعب أن يزور أصدقاءه وعائلته أو أن يُشاهِد المباريات الرياضية أو يتعلم إحدى الألعاب الذهنية. فقد تكون العاب القمار مُمتعة ولكن عند المراهنة بقيم محدودة.